حرم الإمام الرضا علیه السلام، هو البقعة التی تضم قبر الإمام الرضاعلیه السلام ثامن أئمة الشیعةعلیهم السلام، وهی تقع فی مدینة المشهد الإیرانیة. ویضمّ هذا الحرم القبة والمنائر والصحون والأیوانات والأروقة والمعتصمات.

رضا

إن أوّل قبّة بُنیت فوق المزار، کانت بأمر السلطان سنجر السلجوقی، وعلى ید شرف الدین القمّیّ، وذلک فی مقتَبَل القرن السادس الهجریّ، وکان بناؤها من القاشانی، ثمّ بُدّل بعد سنوات بصفائح ذهبیّة برّاقة.

لیس معلوما متى وُضعت أول لبنة بناء لسرداب القبر وضریح لمزار الإمام علیّ بن موسى الرضا (ع) على الصورة التی نراها الیوم. ولکنّ من المسلَّم أنّه لم یکن فوق القبر المطهَّر أیّة شبابیک وأن أقدم مصدر للبقعة المبارکة والضریح یعود إلى زمن السلالة الخوارزمیة. ولکن ابن بطوطة (الرحالة العربی) تحدث لاحقاً عن الضریح الخشبی المرصع بالفضّة. وفی زمن الشاه طهماسب الصفوی الأول، أی سنة 957 هـ، صُنع ضریح خشبیّ، تحیط به أحزمة معدنیّة، وهو مزیّن برقائق ذهبیّة وفضّیة مطعّمة، ونُصب هذا الضریح فوق الصندوق الخشبیّ للمضجع المنوّر. ثمّ بُدِّل هذا الضریح عند استبدال الصندوق الخشبیّ سنة 1311 هـ لتآکل قواعده، وفُصلت الرقائق الذهبیّة والفضیّة المطعّمة بالجواهر عن الضریح الخشبیّ، ونُقلت إلى خزانة العتبة الرضویّة المقدّسة

فی داخل الحرم الرضوی، کان هناک ثلاثة محاریب یعود تاریخ بنائها الى القرن السابع الهجری ویحتفظ بها حالیاً فی المتحف الرضوی. هذا ولأبواب الحرم الرضوی المنور قیمة فنیة رائعة فضلاً عن أنه تم نصب صنادیق وأضرحة مختلفة على المرقد المقدس طوال القرون المتمادیة.
فی القرون الماضیة، کان الحکام والولاة والأمراء یستخدمون الضاربین على الطبول والعازفین على الأبواق إعلاناً عن سیر الموکب الملکی أو وقفته او استدعاء الرعایا وما الى ذلک؛ مما کان یعتبر من علامات عظمة البلاط وقدرته. ولعل هذا السبب هو وراء أن یکون الضرب على الطبول والعزف على الأبواق فی العتبة الرضویة المقدسة، أمراً مألوفاً، وذلک لأن الامام علی بن موسى الرضا (ع) کان یتمتع بجلال وعظمة ومکانة تفوق الملوک والأمراء والحکام قاطبة، وأداء هذه المراسم (الضرب على الطبول والعزف على الأبواق) لیس إلا شاهداً على أبهة حرمه ومرقده المقدس.

فی الوقت الحاضر، یأتی الضرب على الطبول والعزف على الأبواق إیذاناً بقرب انتهاء موعد الصلاة. هذه المراسم تجری طوال السنة، ماعدا شهری المحرم الحرام وصفر وایام العزاء الأخرى، تجری یومیاً مرتین: عشر دقائق قبل بزوغ الشمس وغروبها. إضافة الى ذلک، فی لیالی الأعیاد وأیامها وبعد صلاتی المغرب والعشاء وکذلک موعد رأس السنة الایرانیة الجدیدة (عید النوروز) وأسحار شهر رمضان الفضیل والاعلان عن حلول عید الفطر السعید، یتم الضرب على الطبول والعزف على الأبواق.

almashhad.ir